عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

مختارات/ترجمة: د. رفعت العرير - فلسطين

غزة تقاوم بالكتابة

Gaza Writes Back


رفعت العريربعد ثلاث سنوات من عملية الرصاص المصبوب [أي العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008]، جمعتُ عشرات من النصوص الإبداعية التي كتبها طلابي وأصدقائي. بدأت استخدام بعضها كنماذج في مساقات الكتابة الإبداعية والأدب لأبين للطلبة أن بوسعهم أن يكتبوا أيضا. كلما جمعت المزيد من القصص، زادت قناعتي بضرورة نشرها في كتاب.

عندما تواصلت معي دار النشر "كتب عالم عادل" (*) لإعداد كتاب من نصوص لي منشورة في مدونتي الشخصية، اقترحت عليها إعداد مجموعة قصصية. وعندما دعوت في الجامعات وفيسبوك وتويتر إلى إرسال مشاركات، تلقيت عشرات أخرى من القصص. لقد أذهلني فيها التنوع والنضج.

لكني كنت بحاجة إلى ثلاث وعشرين قصة فقط، لتكون الهجوم المضاد على الأيام الثلاثة والعشرين الرهيبة لعملية الرصاص رصاص المصبوب. أردت قصصا تمثل الحياة في مواجهة الموت، والأمل في مواجهة اليأس، ونكران الذات في مواجهة الأنانية الرهيبة.
القصص القصيرة الثلاث والعشرون التي تم اختيارها لكتاب "غزة تقاوم بالكتابة" تمثل شهادات على أحد أكثر الاحتلالات وحشية التي شهدها العالم. وجدت في القصص قابلية لضم أصوات فلسطينية متنوعة في كتاب واحد.

تسعى القصص إلى توعية الفلسطينيين وجمهور أوسع على حد سواء، لأن هؤلاء الكتاب الشباب لديهم اعتقاد راسخ بأن هناك الكثير مما يمكن مشاركته، ولأننا نعتقد أنه من واجبنا الأخلاقي توعية العالم بمحنتنا ومعاناتنا كفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي.

لا يعطي الكتاب صوتا للفلسطينيين، فلهؤلاء أصواتهم. ما يفعله الكتاب هو أنه يعرض بعض الأصوات الفلسطينية. تعد هذه القصص أعمال مقاومة وتحد، وتعلن صمود الفلسطينيين، وديمومة نهوض وإبداع ثقافتنا في مواجهة العقبات والمحاولات المستمرة لإسكاتنا.

في كل مرة أقرأ أيًا من النصوص، سواء أكان يتعلق بالمأساة الناتجة عن القصف الصاروخي، والغارات على المنازل، أو المتعلقة بالإهانات اليومية التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون، أو قصة حب لا يمكن لها الاستمرار بسبب العادات الاجتماعية، فإن القصة تصور تصويرا واقعيا القضايا الحقيقية. التي يواجهها أهل غزة.

يسود الكتاب شعور باللهفة، حيث تكشف الشخصيات في القصص رغبات تتراوح بين العادية والعميقة—بما في ذلك، في بضع قصص، حنين قوي للعودة إلى بيوت وممتلكات العائلة التي لم يخبُ الحب لها رغم مرور عقود عديدة وهم بعيدون عنها. وقصص أخرى تتناول تناولا مرهفا الاختلافات الاجتماعية والفروق الطبقية.

بعض القصص ناقدة ولكنها عصية على الفهم نتيجة الحيوية والصراحة اللتين استخدمتا في تصوير تجارب ضحايا القصف الإسرائيلي والحرب الأهلية، وتواجه إرث العنف والاحتلال، وخاصة تأثيرهما على الشباب.

هناك أيضًا قصص النقد الذاتي التي تتعمق في تناول قضايا مثل الانقسامات الداخلية أو التمييز والقيادة التي هرمت.
بعد مرور خمس سنوات على عملية الرصاص المصبوب، تذكرنا هذه القصص بأن الألم لا يزال قائما، وأن آثار [العدوان] ستظل ظاهرة على أهالي غزة.

رغم ذلك، لا تزال الدعوة إلى العدالة مستمرة بقوة، وهؤلاء الكتاب الشباب يرفضون السماح للعالم بنسيانهم، أو نسيان أرضهم وشعبهم وقصتهم.
[...]
بعد خمس سنوات من صدور الكتاب، مكنني "غزة تقاوم بالكتابة" مع بعض المشاركين فيه، من زيارة الولايات المتحدة، حيث التقيت نشطاء فلسطينيين، ونشطاء مؤيدين للقضية الفلسطينية الذين كان بعضهم من اليهود.

نُظمت الجولة في الولايات المتحدة برعاية دار النشر ولجنة خدمة الأصدقاء الأميركيين، وقد بدأت يوم 27 آذار وانتهب في 24 نيسان 2014، وكان هدفها تعزيز أصوات الشباب الفلسطيني، ودعم رواية الفلسطينيين بشأن قضيتهم.

منعت الحكومة الإسرائيلية سارة علي المقيمة في غزة من الانضمام للوفد. وشارك معي في الجولة يوسف الجمل وروان ياغي، اللذان كانا مثلي يتابعان دراستهما خارج غزة. تحدثنا خلال الجولة في أكثر من عشر مدن أميركية في سبع ولايات/ والتقينا فلسطينيين يعيشون في الشتات، والعديد منهم ولدوا ونشأوا في أمريكا.

التقينا أيضًا المئات من الناشطين الأميركيين المؤيدين للفلسطينيين، إضافة إلى ناشطين يهود مناهضين للصهيونية يعملون من أجل العدالة في فلسطين. والتقينا بشباب واعدين للغاية أعضاء في منظمة للأفارقة الأميركيين في مدينة شيكاغو، الذين حدثونا عن وحشية الشرطة في التعامل مع الأميركيين من غير البيض، وعن العنصرية غير الظاهرة التي لا يزالون يتعرضون لها.

جاء مئات الأشخاص من مشارب مختلفة للاستماع إلى الأصوات الفلسطينية الشابة، في الكنائس والمعابد اليهودية ومحلات بيع الكتب والبيوت.


رابط صفحة الكتاب في موقع دار النشر

https://justworldbooks.com/books-by-title/gaza-writes-back/

غلاف غزة تقاوم بالكتابة

D 1 آذار (مارس) 2024     A عود الند: ترجمة, عود الند: مختارات     C 0 تعليقات