عدلي الهواري
كلمة العدد 52: عن المواهب ودعمها
ليس هناك نقص في المواهب، بل نقص في اكتشاف المواهب. هذا قول قرأته قبل سنوات، وفتح عيني على حقيقة يكتشفها كل صاحب موهبة عندما يحاول أن يعطيها فرصة الظهور والتطور.
كثيرون يحاولون عن قصد وغير قصد إقناعنا بأن موهبتهم أو موهبة من يحبونهم حالة استثنائية، فمنهم من ولد شاعرا، وآخر ولد روائيا، وثالث ولد ممثلا، وهكذا.
والأسوأ أن يعمل المعجبون بمواهبهم الاستثنائية ومريدوهم على مقاومة ظهور مواهب أخرى بأساليب مباشرة وغير مباشرة. ومن ابسط الوسائل لحرمان المواهب من الظهور والتطور تجاهلها والتظاهر بأنها غير موجودة. ولذا تجد تكرارا مملا لأسماء اشتهرت في كل مجال، ويكاد يختفي الاهتمام بالناشئين والجدد الراغبين في دخول هذا الميدان أو ذاك.
عود الند آلت على نفسها أن تعطي الفرصة لكل المواهب، وهنا نشر كثيرون نصهم الأول، وفعلوا ذلك دون حاجة إلى الانتظار، فكان شعورهم بالسعادة لا يوصف. منهم من اكتفى بعد نص أو أكثر، ومنهم من استمر في الكتابة.
ها هي عود الند تستمر بالصدور شهرا بعد شهر بمواهب جديدة، وتجد فيها التعايش الصحي والسليم بين المحترفين والمبتدئين، فكل إنسان لا بد أنه كان مبتدئا في مجال ما في يوم ما. المهم تطوير الذات من أجل تحقيق المكانة المرغوبة، فالشهرة والمكانة ليستا شيئا واحدا.
يتأكد لي عددا بعد عدد أن القول عن النقص في اكتشاف المواهب صحيح مئة في المئة. كثيرا ما أقرأ لأسماء شهيرة ولا أخرج راضيا عما قرأت. وقد منحني صدور عود الند فرصة قراءة نصوص جديدة كل شهر، فأخرج مسرورا لوجود المواهب في كل مكان، رجالا ونساء، بعضهم على مقاعد الدراسة الثانوية، وآخرون أساتذة في المدارس والجامعات، وكلهم، بصرف النظر عن العمر أو المهنة أو أي شيء آخر، يلقون الترحيب والاهتمام.
مع أطيب التحيات
عدلي الهواري
◄ عدلي الهواري
▼ موضوعاتي
- ● كلمة العدد الفصلي 35: التاريخ يكرر نفسه
- ● كلمة العدد الفصلي 34: أعذار التهرب من المسؤوليات السياسية والأخلاقية
- ● كلمة العدد الفصلي 33: تنوير أم تمويه؟
- ● كلمة العدد الفصلي 32: حكّم/ي عقلك وأصدر/ي حكمك
- ● كلمة العدد الفصلي 31: قيم لا قيمة لها
- ● كلمة العدد الفصلي 30: النقد والمجاملات
- ● كلمة العدد الفصلي 29: عن الذكاء الصناعي (والغباء الطبيعي)
- [...]