عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

د. نجود الربيعي - السويد

التشكيل السرديّ للشتات في رواية الإسكندرية 2050


.

يتأثّر الأدب عادةً بمتغيرات الواقع التي تفرزها مرحلة مضطربة سياسيّاً وتاريخيّاً، ويتمثّل هذا التأثّر في التشكيل الفنّي والدلالي للعمل الأدبي، ولعلّ هذا المبدأ، قد عاد بقوة إلى الدراسات النقدية التي خرجت من تأثيرات المذهب البنيوي الوصفي، ونظرتْ إلى الأدب على أنه نتاج علاقة مثمرة ودالة بين الفن والتاريخ. ولأنّ أدب الشتات قد كُتبَ في ظلّ ظروف غير طبيعيّة سياسياً واجتماعياً، ونشأ في محيطٍ آخر يحتوي على مشكلات عديدة تواجه الأدب من جهة والإنسان المنفي من جهة أخرى، فإن هذا النوع من الأدب اكتسب مزايا في التشكيل الفنيّ والمضموني، يحاول هذا البحث أن يتناولها من خلال دراسة رواية "الإسكندرية 2050، وهي رواية غنية بأحداثها وشخصياتها وأفكارها، فهي تتيح إمكانية قراءات متعددة، لما تحتويه من موضوعات متنوعة ومتشابكة مع بعضها بطريقة فنية لتشكّل الهيكل الفني للرواية.

ولكن هذا لا يمنع من النظر إلى موضوعاتها نظرة مستقلة ودراستها على وفق مقاربات مختلفة. عُدّت الرواية من روايات الخيال العلمي لما تطرحه من فكرة الإنسان الأخضر كأنموذج للإنسان المستقبلي المفترض، وهي أيضاً رواية توثّق فترة تاريخية تمتد لأكثر من 100 سنة عن الإسكندرية والقاهرة والتي تُسرَدُ لنا من خلال الشخصية الرئيسية، شاهر، الذي عاش هناك فترة من الزمن، فقد صَوّر لنا ذلك السرد المجتمع المصري منذ الستينيات، ومدى تأثير التغيرات السياسية التي طرأت على مصر، وانعكست على واقع الحياة الاجتماعية. ومن ناحية أخرى، كشف السرد الواقعي في الرواية عن حالة المرأة في تلك المرحلة والأدوار التي تقوم بها في المجتمع المصري، من خلال كشف الرواية عن أنماط مختلفة للمرأة المصرية التي تأثَّر واقعها بالتغيرات السياسية والظروف الاجتماعية.

من الناحية الفنية، فإن الرواية تميزت بطريقة سردية عضوية تقيم علاقة بين كل شخصياتها وأحداثها وموضوعاتها، فهي قائمة على تداخل الأزمان الذي فرضته الظروف التاريخية للواقع العربي السياسي، وعلى استخدام تقنية الحوار الداخلي كطريقة للكشف عما يدور في أعماق العقل الباطن، فالراوي يوجه الخطاب إلى نفسه ويخاطبها ويقيم معها حوارات كطريقة غير مباشرة لتفسير العديد من الأحداث الخاصة والعامة، وهي طريقة لكشف أعماق النفس وكأن اللاوعي يقوم بعملية كشف تلك الأعماق. عالجت الرواية أيضاً مشكلة التغيرات المناخية وتهديدها لكوكب الأرض، بوصفها إحدى المشكلات الكبرى التي يواجهها العالم الآن، إذ تعرّضت الرواية لمشكلة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة المحيطات التي أدّت إلى غرق مدن بأكملها، لذلك يمكن قراءة الرواية من خلال مفهوم أدب التغير المناخي. وقد أراد الكاتب أن يخلق من كل هذه الموضوعات منظوراً يجمع بينها لتصوير حالة الشتات، واتخاذ ذلك وسيلة لطرح مشكلات الوطن والمنفى والهوية والانتماء والغربة والعودة والسياسة وغير ذلك.

وفيما يتعلّق بموضوع هذا البحث فإن الرواية تتناول ثلاثة أجيال من الهجرة الفلسطينية من خلال الجد والابن والحفيد، لذلك سيركّز البحث على قراءة الواقع غير المستقر الذي خلقته الهجرة الجماعية للفلسطينيين على وفق المبادئ النظرية لأدب الشتات على النحو الذي وردت فيه في كتاب "في الممر الأخير" لرامي أبو شهاب.

نظرة في المصطلح

الهجرة والشتات والمنفى، هي المصطلحات الثلاثة التي جرى استخدامها كثيراً في الدراسات المعاصرة لوصف الأدب الذي كُتب خارج الوطن الأم، وتناول المشكلة المزدوجة السياسية والثقافية في بلاد المنفى، وهذه المصطلحات قد تحتفظ ببعض الدلالات المختلفة، لكنها من جهة أخرى تشترك ببعض الدلالات الأخرى، فهي "تهتم بالتمثيل الثقافي والسياسي للأفراد أو الجماعات"[1]، التي تنتقل عبر حدود سياسية وثقافية و"جغرافية وفلسفية، إمّا طوعاً أو كرهاً أو اضطراراً"[2] وهذا النوع من الأدب يضعنا مباشرة أمام حجم هذه المشكلة، ويجعلنا نعيد النظر في طبيعة وشرعية مفاهيم من قبيل الهوية والتاريخ والذاكرة والمكان والزمان.

من جهة المضمون تستكشف النصوص السردية لأدب الشتات "المفاهيم التقليدية والمعاصرة للوطن والتشرد والإزاحة والانتماء وعدم الانتماء القومي والثقافي"[3]. ولاحقاً تمّ التفريق بين المصطلحات السابقة، وأصبح أدب الشتات مستقلاً، وهو في الرواية يكون التركيز فيه من خلال بنائها الفنيّ على "المغزى الرمزي والحرفي لوطن الأجداد، والقوة الموحّدة التي تمارسها الذاكرة الجماعية، والحنين النوستالجي للعودة إلى وطن يزداد هروباً وزئبقية يوماً بعد يوم"[4].

يعبّر أدب الشتات عن حقل واسع من الموضوعات والدلالات والأفكار والإحساسات التي خلقتها حالة الهجرة من البلدان الأم، ولأن هذه الهجرة لم تكن طوعية في الغالب فإنها كانت نتيجة لعوامل سياسية تتعلق بأن هذه البلدان واقعة تحت هيمنة الاحتلال أو الاستعمار، فإن هذا النوع من الأدب قد ارتبط من الناحية التصنيفيّة بنزعة ما بعد الاستعمار، ونظريات ما بعد الحداثة التي تستكشف القيمة الجمالية للأدب من خلال تمثيله لمشكلاتٍ تنتمي للواقع، وتوظيف التراث الثقافي الشفاهي والمكتوب لهذه البلدان الأم. ومن هنا كان انتماؤه إلى نظرية ما بعد الاستعمار التي تعدّ من نظريات ما بعد الحداثة وهي من النظريات الأدبية والنقدية ذات الطابع الثقافي والسياسي؛ لكونها تربط الخطاب بالمشاكل السياسية الحقيقية في العالم[5]. وهكذا، فإن أدب الشتات انخرط في التأسيس لخطاب نقدي للواقع السياسي والثقافي والإنساني الذي خلقته سياسات الاستعمار ومحاولات طمس الهوية الثقافية للشعوب المستعمَرَة عن طريق فرض الأنماط الثقافية لدول الاستعمار، وفرض لغتها في العديد من البلدان المستَعمَرَة. كما أن هذا الأدب قام بتعرية تحيزات الاستعمار ووحشيته وأسلوبه في فرض الهيمنة بالقوة.

تمثّلات أدب الشتات في الرواية

عندما يتضمن العمل الأدبي الشروطَ التي وُضعَتْ لتمييز أدب الشتات عن غيره، فإن ذلك سيكون طريقة لتحديد الخصائص والموضوعات والأفكار، التي تميزه نوعاً أدبياً على درجة كبيرة من الاهتمام بموضوعة جديرة بالدراسة والبحث، أقصد أدب الشتات، بوصفه خطاباً أدبيّاً يتضمّن إشارات سياسية وثقافية وإنسانية، وهذه الشروط على النحو الذي ذُكرت فيه في كتاب الممر الأخير، هي:

1/ الخروج ومرويات الخروج ومن أمثلة ذلك: الذاكرة والوعي بالاقتلاع وفعل الصدمة والأسلاف والأحفاد.

2/ الهوية ومنها: هويات رمادية وإشكالية التنازع والاندماج والتكيف وبنية الهوية الهجينة.

3/ اللغة والكتابة ويتمثل في الأوطان المتخيلة واللغة والشتات والتعالق الثقافي.

4/ تقويض الشتات ويكون ضمن أفعال: العودة والمقاومة والارتداد. [6]

=1= شرط الخروج

إن النّزوح من فلسطين، في هذه الرواية، كان هو الفعل المهيمن على الطريقة السردية، وهو أنَّ السارد لم يتعامل مع الحدث تعاملاً ظاهرياً، وإنما تعامل معه بوصفه ينطوي على آثار وجروح نفسية عميقة، لذلك أراد السارد أنْ يجعل الأحداث الفرعية تتمحور حول حدث النزوح أو الخروج بكل دلالاته الإنسانية والمأساوية. وشكّلَ ذلك تأثيراً حاسماً على السارد الذي كلّما قام بالحديث عن فعل آنيّ، استرجع حدثاً ينتمي إلى الماضي الأليم وينتزعه انتزاعاً من ذاكرته المحملة بحكايات الماضي، فالاسترجاع يؤدي وظيفة هي أن السارد يترك "مستوى القص الأول ليعود إلى بعض الأحداث الماضية ويروي لحظة لاحقة لحدوثها"[7].

والاسترجاع، طبقاً لتصنيف سيزا قاسم، يكون على أنواع منها: الخارجي، والداخلي، والمزجي، وهو بأنواعه المختلفة يشكل جزءاً من النص الروائي، وعادة يلجأ الكاتب للاسترجاع الخارجي لملء فراغات زمنية تساعد على فهم مسار الأحداث[8]. هذا ما حصل في كل فصول رواية: الإسكندرية 2050، فكل فصلٍ من فصولها يبدأ بحدث آني ما يلبث السارد أن يربطه بالعودة إلى صورة قديمة مطابقة كما في صورة مطار القاهرة ومطار القدس، أو لأن الحدث الجديد يثير ذكرى قديمة. هكذا، يربط السارد الأحداث عن طريق الاستعادة لكي يرسم صورة انطباعية عن المسار المعقّد للأحداث في الرواية وفي الواقع أيضاً:

"كنتَ قد وصلتَ أوّل مرة إلى الإسكندرية عبر مطار القاهرة في خريف 1966، وعمركَ سبعة عشر ربيعاً، أوّل مرة تركب فيها طائرة كانت من نوع (دي سي3) بمحركين (...) لم تكن تأبه لهزهزات الطائرة المعلّقة من مطار قلنديا في القدس، ولم تحلم أصلاً بأن تركب طائرة ذات يوم ولم تسمع من قبل إلا بتلك الطائرات التي كانت عائدة متهالكة من انتصارات الحرب العالمية الثانية، والتي لم يبقَ لديها شغل، فأهدوها لمن لا يخاف الله، فكانت تتسلّى بقصف قوافل الفلسطينيين المهجّرين عام 1948 الحاملين أطفالهم بأسنانهم وهم هاربون من حمم براكين الاحتلال الغاشم مثل القطط التي تنقل صغارها بأسنانها من مكان الخطر"[9].

يعبّر المقطع السابق عن اللحظة المفترضة لهبوطه في سنة 2050 في مطار القاهرة من طائرة هيدروجينية حديثة ومصنوعة من الورق الخفيف المقوّى بنفس صلابة المعادن ليعود إلى استرجاع اللحظة الأولى التي ركب بها الطائرة خارجاً مشتتاً بسبب الاحتلال لينزل في مطار القاهرة. يتشكّل الوعي برحلة الشتات بشكل ملحوظ في المقطع السابق من حيث استثمار مكان الخروج والإقلاع والطيران والابتعاد عن الجذر، الأرض الأم، إلى مطار آخر وبعد رحلة عمر طويلة استمرت لأكثر من مئة سنة ها هو يسترجع الصورتين حال نزوله ثانية في مطار القاهرة، فضلا عن أن السارد يوجّه الكلام لنفسه في كل فصول الرواية وكأنّه يذكّر نفسَه بما حصل إذ إن صورة الخروج الأولى ارتبطت باستذكار الطائرات الحربية، أداة الإبادة الأساسية، ودورها في قصف الفلسطينيين وتشتيتهم حتّى أنهم كانوا يحملون أطفالهم في أسنانهم لحمايتهم ونقلهم من مكان لآخر وهو فعل حقيقي غريزي تفعله القطط مع صغارها لحمايتهم فيتحوّل السن القاطع إلى أداة إنقاذ رحيمة من الخطر. ما حصل مع شاهر وخروجه جاء بناء على خوف والده عليه الذي كان يعملُ ويكدّ من أجل أن يوفّر لأبنائه فرصة للخروج من فلسطين ليضمن بقاءهم واستمرار النسل الفلسطيني.

من ميزات أدب الشتات وجود الشخصيات الأجيال التي تمثلت في الرواية بالجيل الأول ممثّلاً بشخصية شاهر، وجيل الأبناء ممثلاً بالابن برهان، وجيل الأحفاد المتمثّل بشخصية كنعان. وفي لحظة لقاء هذه الشخصيات في مطار القاهرة، بعد أن بلغ شاهر مئة عام، جرى الحديث بينهم مواكباً التغيرات الجديدة، لكنّ السرد لم ينسَ قضية فلسطين التي كانت محور حديثهم. وفي تلك اللحظة، يسترجع حدثاً سابقاً ليكشف عن وعي بمآلات الشتات وتحيزات السياسة الغربية:

"فعندما درّستَ ابنكَ برهان فيما بعد في ألمانيا دفعتَ عليه الشيء الفلاني حتّى تخرّج وصار مهندس وراثة وبذكاء منهم شغّلوه معهم هناك كي يحرموه من العودة وخدمة بلده ولكن أي بلد يخدم؟"[10].

تَنجح الرواية في خلْق سرديات المستقبل التي يصنع من خلالها برهان/الابن عالماً يتجاوز فيه إخفاقات الشتات ومسبباته، فيُنشئ، في هندسة الوراثة، نظريات عن الإنسان الأخضر ويطبقها على الجيل الثالث كنعان/الحفيد الذي ينتمي إلى صنف الإنسان الأخضر، وبذلك فإن سرد حياة عائلة فلسطينية في أماكن مختلفة، وأزمان متباينة، وتعرّضها للانتقال يمثّل انعكاسا لفعل الشتات لأنّ إشكالية الشتات تقتضي أن يشمل عدّة أجيال"[11].

=2= شرط الهوية

أسّسَ أدب الشتات لنفسه مجموعة من الخصائص الفنية، فهو يصور موضوعات مستحدثة في حياة الشتات كالتعامل مع اللغة والثقافة والدين والتقاليد والاندماج والآخر المختلف والعمل وغيرها من الموضوعات التي تعدّ تحدّياً لإنسان الشتات، فهذه الحقول هي التي توقظ في ذاته مسألة الهوية التي يتخذها كالعقيدة التي لا يمكن التفريط بها، ففي رحلة الشتات يواجه الفلسطيني تحديات عديدة كالاندماج والتنازع مع الآخر والتكيف، وفي مقابل ذلك تنشأ كتابات ترصد هذه التجربة عبر المتخيّل السردي، ومن ذلك التنازع على أكثر من مستوى، منه ما يتعلّق بمستوى الهوية"[12].

إن الهوية بالمعنى الإنساني الوجودي هي السعي المتواصل لتأكيد الذات وانتماءاتها إلى حقول ثقافية ودينية وتاريخية وعرقية، وبالمعنى السياسي هي الكفاح الذي لا يتوقف في تأكيد الوجود ورفض فكرة اللا انتماء، وسوف يخلق هذا الانتماء المتجذّر تجربة غنية بالمعاني الإنسانية، وما تعرّض له الفلسطيني قسراً خلق له حاجزاً بينه وبين الاندماج في المجتمع الغريب عنه مع التفاوت في بلدان اللجوء، وجعله هذا يجد نفسه في مكان هو غريب عنه ولا ينتمي له سابقاً، لذلك ينشب صراع بين هويتين مختلفتين. إن دراسة الهوية في السرد المتخيل أصبحت " تشغل حيزاً واسعاً وهاماً في الدراسات النقدية لأن الرواية هي من أهم وسائل المعرفة الإنسانية الحديثة وكذلك هي تؤرخ للإنسان أينما كان"[13].

إنّ التمسك بالهوية لدى الفلسطيني كما ترسمه الطريقة السردية في هذه الرواية، يكتسب طابعاً وجودياً لسبب أساسيّ وهو أن حياة الشتات التي اضطُرّ إليها هي ليست مجرد هجرة من بلد إلى آخر، وإنما يصاحبها إحساس بالفقد الكبير، لأنه يخرج من بلد يرزح تحت الاحتلال الذي يلغي كل الهويات. ولذا، تأتي ضرورة التركيز على الهوية في السياق الفلسطيني بوصفها "ضرورة نضالية لتأكيد الوجود وبالتالي الحقوق؛ أي بما يتجاوز ضرورات تمييز الذات عن الآخر كما هو الحال لدى الشعوب الأخرى"[14]. فالهوية عند الفلسطيني هي نضال قبل أن تكون أداة لتمييز الذات، وهي كذلك فعل اعتزاز وانتماء كما حصل في زواج برهان، إذ كانت الدبكة الفلسطينية وزغرودة الأم حاضرتين على الرغم من اختلاف المكان[15].

وقد صاحب السعيَ إلى إثبات الهوية إخفاقٌ ونجاح في مواقف أو قد تظهر الهوية الهجينة في مواقف أخرى، بالشكل الذي نجح فيه في بلدان الخليج العربي ذات الرفاهية العالية، فوجوده هناك "يتأسس على حلم تبدّل نموذج الفلسطيني المشتت الطريد في المخيّم إلى الفلسطيني المتمتّع بمستوى رفاهي وماديّ معيّن"[16]. وكذلك النجاح في البلدان ذات الأيديولوجية القومية كمصر مثلاً:

"وبالنسبة إليكَ شخصياً فلولا سماح عبد الناصر للطلبة العرب بالدراسة في مصر دون تمييز عن إخوانهم الطلبة المصريين لما استطعت أيّها اللاجئ دخول الجامعات من أصلها"[17]

فشاهر يستعيد، وهو على وعي كامل بوصفه لاجئاً بمصر، كلَّ الذكريات السابقة التي لا تفارقه، ومع أن اللجوء انتزع منه العديد من الحقوق إلا أنه يصرّ على انتزاعها لإثبات ذاته، وهذا ما فعله أبوه حينما استغلّ فرصة إمكانية السفر وأرسله إلى المحطّة الأولى مصر للدراسة، لينتقل شاهر بعد إتمام دراسته بنجاح إلى الخليج وتحديداً إلى أبو ظبي حيث أسس شركته الخاصة للبناء واسمها: شركة مشهور الاستشارية الهندسية:

"التي صارت مشهورة في كل الإمارات. نحن الفلسطينيين الذين كنّا محرومين من الوطن، نحاول تفسير عقدنا بالعمل الدؤوب، والإبداع يعوضنا جزئياً عن مرارة التهجير، فمن المخيّم خرجتَ إلى القاهرة، ومن دبي أرسلتُكَ إلى ألمانيا، وها أنتَ تصنع المعجزات وتساهم في تغيير الحياة على الأرض"[18].

لكن الأسلوب السردي لا يتمسك بنمطية سردية واحدة، وإنما يصور لنا السرد نمطاً آخر مختلفاً، وهو حياة الشتات بالنسبة للابن برهان، الذي عانى التشتّت والتمييز إلا أنه سرعان ما تفوّق وانخرط في برنامج العمل اليوميّ ليثبت لنفسه وللآخرين تفوقه في قارة أوروبا.

"ونظراً لشعوري بالغربة وبالتمييز، رحت أولجُ الليل في النهار في أبحاث متتالية لأثبتَ لهم أنني مؤهّل لمنافستهم، لا بل والتفوق على الكثيرين من زملائي في المعهدّ، نتائج أبحاثي المخبرية أدهشت أساتذتي!"[19].

اتخذت الرواية من فعل الاندماج مدخلاً لطرح فكرة المشاركة الفاعلة للمهاجر الفلسطيني الذي يشترك بطريقة فاعلة بالحياة الجديدة في المنفى، سواء الاندماج بالعمل أو بالحياة الاجتماعية كالزواج من امرأة أجنبية كما حصل مع برهان بزواجه من ألمانية. وبدأ يندمج أكثر فأكثر في واقعه الجديد، فأخذ يستعمل لغة أخرى في البحث والقراءة، وأصبح منشغلاً بأبحاثه المختبرية وبشؤون حياته الخاصة، حتى أنه لم يتمكن من ترك عمله والنزول لزيارة أخته في فلسطين، ولعل هذا التكيف مع التقاليد الأجنبية في العمل والحياة الاجتماعية هو ما يسمى بالهوية المهجّنة التي تعدّ من أهم مفردات أدب الشتات[20]. ويبلغ التمسك بالهوية حداً كبيراً، عندما ترسم لنا الرواية سردياً كيفية توظيف برهان لتخصصه في الهندسة الوراثية، وبلمسة خيالية ممكنة في تطوير نسل جديد لولده المولود في ألمانيا والمنقطع عن تاريخه بأن يضخّ فيه بيولوجياً خليةً مركبة منه ومن ذلك الأصل والتاريخ (خلية البرتقال) لينتج ذرية حاملة للهوية في دمائها. يعلق برهان على ذلك مزهواً بما فعله:

"ما دام أبوه خلية من جسدي، وأمّه خلية من ورقة البرتقال"[21]

ويكرر برهان التجربة نفسها مع ابنته تودّد إذ هي نتاج خلية من أمها مخلوطة بورقة زيتون[22]. فضلاً عن حيوانات متعددة تمّ إنتاجها من خلية الدمع ممزوجة

"مع خلية ورقة شجرة سنديان كي تعمّر كما يعمّر الزيتون والبلوط الفلسطيني"[23].

لم تتعامل الرواية مع موضوع الهوية بشيء من التزمت، وإنما تمثلت الدلالةَ الجديدة للهوية التي أوجدتها التغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم، ففي عالم ما بعد الكولونيالية بات يُنظر إلى الهوية على أنها "نظام ثقافي يتشكّل ويُعاد تشكيله باستمرار في سيرورة التمثيلات الثقافية التي يجري إنتاجها وتداولها في الثقافة، وهكذا لم يعد من الممكن الحديث عن طبيعة ثابتة للهوية"[24]. وأصبح التهجين في عالم العولمة يحظى بالأولوية في مقاربة الهوية، لأنه الأكثر تعبيراً عن واقع التعددية الثقافية الذي هو سمة الواقع الحديث، وإن فكرة الهجنة لا تؤدّي بالضرورة إلى السيطرة والعداوة بل تؤدي إلى المشاركة وتجاوز الحدود[25]. وهذا يتجلّى في الرواية في الجيل الثاني ممثلاً ببرهان عندما برهن على نظرية ما أسماه (الكائن الأخضر) الذي هو كائن سوف يسود بفضله السلام في العالم ليس للإنسان

فقط بل لكل الكائنات من البشر والحيوان والنبات، فالرؤية التي حاولت الرواية تكريسها كرسالة أخلاقية هي أن الشخصية الفلسطينية في الرواية سعت إلى خلق عالم جديد خالٍ من العداوة والكراهية والتطرف، على النحو الذي تصوّره الرواية:

"عملنا حماية للفأر الأخضر والقط الأخضر والخروف الأخضر والأسد الأخضر فوضعناهم في البداية فرادى وبعد التأكد وضعنا كل اثنين متعاديين في الطبيعة في غرفة ضوئية واحدة فلم يأكل القط الفأر ولم يأكل الأسد الخروف"[26].

=3= تمثّل اللغة والكتابة

تعدّ اللغة، مكوناً رئيسياً من مكونات الهوية، لذلك كان لها حضور في أدب الشتات، لا بوصفها أداة للكتابة فحسب وإنما لأنها تمثّل قيمة نفسية وتاريخيّة. فاللغة في هذا النوع من الأدب هي "تشكيل ثقافي مميز لمجموعة عرقية، أو شعب يحضر في مكان ما، وحين يتحقق النفي تُنفى اللغة لنفي أصحابها حيث تتشظى وتتبعثر فتصبح غير نقية ومستلبة"[27]، إلا أن رواية الإسكندرية 2050 جعلت من اللغة تميزاً ثقافياً يؤكد الهوية ومن خلال أسماء الشخصيات الرئيسية في الرواية يجد القارئ ارتباطاً دلالياً في معاني الأسماء مع حامليها.

الجد شاهر مشهور الشهري: لعلنا نجد في دلالة اسمه بعض الإشارات الدلالية بين الاسم والمسمى. فالجد (شاهر) الذي ظل ملتزماً التزاماً صارماً بالهوية والقضية يشير الاسم إلى أنه بقي شاهراً سيف الرفض لعمليات الاحتواء والتطبيع، ولعل اسم (مشهور) يتضمن الإشارة إلى الشهرة والتميّز وهو ما يتطابق مع شخصيته العملية الحافلة بالنجاحات وهو صاحب أشهر شركة للمقاولات فيما بعد.

الابن برهان: الذي يكشف اسمه عن إيمانه بالتجربة والبرهان العلمي، وليتضمن دلالة البرهنة على التفوق والنجاح على الرغم من الظروف الصعبة، إذ أثبت بالتجربة على إنتاج الإنسان الأخضر الذي سيغير مفاهيم العالم كما يرغب في ذلك.

الحفيد كنعان: ويتضمن الإشارة إلى الكنعانيين وهم أول الأقوام التي سكنت في فلسطين وقد حمل الحفيد هذا الاسم على الرغم من أنه لم يولد في فلسطين، لكن التشبث بالجذور تمثّل في الرمز الذي يتعلق بماهية الإنسان وهو اسمه، وكنعان هو "من آباء العهد القديم ابن حام وحفيد نوح"[28]. والاسم كما ذكرنا يريد أن يحمل هوية التاريخ الكنعاني بوصفه جذراً تاريخياً، فمرحلة التاريخ الكنعاني تمثّل: "مرحلة الهجرة والاستقرار على السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط في بلاد الشام وفي جنوب بلاد الشام (أرض فلسطيني) بشكل خاص. وتستمر هذه المرحلة حوالي ألفي سنة، وبشكل تقريبي من (3000-1200 ق.م)"[29].

الحفيدة تودّد: اسم عربي من الفعل تودّد، جاء في القاموس: تودّد إليه تحبّب، وفلاناً اجتلب ودَّه[30]، فهو اسم يدلّ على المحبة والسلام.

الابنة سمر، جاء في السّمر: الحديث بالليل والحكايات التي يُسمَر بها ويقال أيضاً مجلس السمّار[31] وهي أخت برهان التي تعيش في فلسطين المكان الذي كان الأب يحلم بالرجوع إليه لينعم بليالي السمر والذكريات.

من التقاليد الفنية لأدب الشتات، هو عدم اندثار اللغة في ذاكرة المهاجر، فقد كانت اللغة حاضرة بكل مضامينها العاطفية في ذاكرته، فهي تجري على لسانه كجريان الموال الأليم، لذلك كان "اصطحاب اللغة والثقافات والعادات والتقاليد"[32] شرطاً من شروط أدب الشتات، على نحو ما تمثل في الكلام الذي يخاطب شاهر نفسه به، إذ اختار اللهجة بكل ما تحمله من إيقاع الانتماء: "أنت أيها الختيار المعتّق مخرفن"[33]. فقد استخدم في حواره وهو على مشارف المئة عام لفظتي الختيار ومخرفن بلكنتهما الفلسطينية للإشارة إلى احتفاظ الذاكرة باللهجة الأم، ولم يقتصر الأمر على اللهجة بل تعدّى ذلك إلى حقل الثقافة، كما في حضور الأغاني في الذاكرة ففي حفلة عرس برهان كانت الأم تغنّي "على دلعونة وعلى دلعونة"[34] على الرغم من أن العرس كان في ألمانيا.

وكذلك الحضور الثقافي الواعي متمثلاً باستذكار علم من أعلام الأدب العربي المبرّزين، وهو جبران خليل جبران بأفكاره وصوره ومعانيه وموضوعاته في عقل برهان واستحضاره لما كان شاهر الأب يقرؤه له من أدب جبران كطريقة من الأب ليجعل مفاهيم جبران تترسخ في ذاكرته، وهو ما قام بتكراره برهان مع ابنه، الذي فاجأ جدَّه بقوله:

"قرأت كتاب (النبي) لجبران، الذي كنتَ تقرأه لوالدي وهو صغير مثلي"[35]،

لا بل إن كنعان يفكّر ويجسّد أفكار جبران:

"يقول جبران: إن هذا الإنسان العظيم، هو بالحقيقة كالسنديانة الجبارة المغطّاة بأوراق التفاح الجميلة ألا تراني يا جدّي أسير على هدي جبران العربي في عُريي وخضرتي هذه"[36].

فجبران العربي حاضر في تشكّل شخصية الجد الفلسطيني المولد والنشأة، والابن برهان الذي لم يولد في فلسطين، ومن ثم الحفيد كنعان الذي تخطّى كل الهويات، لكن جذره العربي حيّ في داخله، على الرغم من أن الرواية لم تشر إلى اللغة التي قرأ بها كنعان كتاب النبي، والغالب أنها كانت الإنكليزية لكنّ الأهم هو أن الكاتب الأصلي للكتاب هو جبران العربي اللبناني.

=4= تقويض الشتات

إرادة العودة، هي الفكرة الحاضرة في سرديّات الشتات، بالشكل الذي حضرت فيه في عقل الشخصية الرئيسية الذي يقرر العودة بعد رحلة طويلة. وهناك يموت ويدفن في تراب فلسطين، ليتحول جسده فيما بعد إلى جزء من هذا التراب وديمومته:

"المطمئن في الأمر امتدادي الآن في فلسطين قد أثمر ما يزيد على أربعة وعشرين قيراطاً ذهباً، أقصد أربعة وعشرين ولداً وبنتاً إذا حسبت أحفاد ابنتي سمر"[37].

وهكذا يعود شاهر إلى عكّا، وهو مطمئن إلى امتداد جذوره وتحقيق حلمه فيما بقي له من أيام، فكانت مدن البلد حاضرة في عقله وكأنه لم يغادر المكان:

"وهناك أستطيع أن أسافر معهم في كلّ عطلة إلى حيفا أو يافا أو القدس أو غزّة، ومن على جبال الخليل الأعلى ورأس النافورة وهدار الكرمل سنراقب غروب الشمس وغطسها في البحر، سأعود ألعب مع أطفالي تماماً كما كان جدّي وجدتي يلاعباننا أيام طفولتنا القديمة"[38].

ولا يكتفي شاهر بفكرة العودة بل بدأ يؤسّس لما سيفعله في أرضه حبّاً وعرفاناً،

"هناك سأبني دار مكتبة عامة وأهديها بكلّ محتوياتها إلى مدينة عكا"[39].

إن التركيز على بناء المكتبة وجعلها متاحة لكل العقول فيه إشارة إلى نشر الوعي، وإدامة التاريخ، وتنشيط الذاكرة، وحضور الارتباط بالأرض.

لكنّ الابن لا يستطيع ذلك بسبب التزاماته العلمية، وهذا لا يعني أنه غير راغب بالعودة بل هو في طور اختبار ناجح للإنسان الأخضر، تلك النظرية التي تنفي التمايزات بين البشر يقول كنعان:

"أنا سعيد بكوني من جيل أخضر رائد على سطح الأرض ليس لوني الأخضر هو المميز فقط، بل الشكل والمضمون، والأهداف الإنسانية التي تغيرت فالعالم بعد تعميم الإنسان الأخضر لن يعود يرى الجنس الأسود ولا الأبيض ولا الأصفر كل هذا التمييز اللوني سينتهي ولن يبقى هناك تعصب ولا اضطهاد عرقي وكل الناس سيكونون سواسية كأسنان المشط إنه مستقبل بديع يا جدي!"[40]

بما أن الرواية تدخل ضمن مجال الخيال العلمي، فإن الحل الذي قدّمته يخص جوهر الإنسان وحدّدت مشكلة الكون بوجود الإنسان، بسبب الشتات والظروف النفسية، أصرّ برهان أن يستقبل هذه الظروف الصعبة بطريقة إيجابية، ويبرهن على إمكانية إيجاد حلّ حتى لو كان خيالياً، والحلّ يكمن بالإنسان نفسه فإذا غيّر الإنسان ما بداخله من مشاعر الطمع والحقد والاستغلال والاستيلاء والقسوة، سنحصل على إنسان مثالي. ولن يكون هذا حلاً للمشكلة الفلسطينية فحسب بل سيكون حلا لكل مشاكل الكون وكأن الكاتب أراد أن يوصل رسالة: فلنحلمْ ولمَ لا، فقد يتحققُ الحلم.

= = =

المصادر

فحماوي، صبحي. الإسكندرية 2050. ط1، بيروت، لبنان: دار الفارابي، 2009.

الهوامش

[1] هايك هايتنج، الهجرة والشتات والمنفى في الرواية، ضمن كتاب: نظرية ما بعد الاستعمار والرواية، دراسات ومقالات مختارة، جون ماكلويد وآخرون، ترجمة: أشرف إبراهيم محمد زيدان، تقديم ومراجعة: جمال الجزيري، ط1 (القاهرة: مؤسسة بيان للترجمة والنشر والتوزيع)، ص 43.

[2] نفسه، ص 43.

[3] نفسه، ص 43.

[4] نفسه، ص 49.

[5] ينظر: محمد أنور بن أحمد وأمير الحافظ بن علي، خطاب ما بعد الاستعمار في الأدب، (ماليزيا: الجامعة الإسلامية العالمية، 2016)، ص 93.

[6] ينظر: رامي أبو شهاب، في الممر الأخير، سردية الشتات الفلسطيني، منظور ما بعد كولونيالي، (بيروت، لبنان: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2017)، ص 165 وما بعدها.

[7] سيزا قاسم، بناء الرواية، دراسة مقارنة في ثلاثية نجيب محفوظ، (مصر: مهرجان القراءة للجميع 2004)، ص 58.

[8] ينظر: نفسه، ص 58.

[9] صبحي فحماوي، الإسكندرية 2050. ط1 (بيروت، لبنان: دار الفارابي، 2009)، ص 23.

[10] فحماوي، ص 39.

[11] رامي أبو شهاب، "سرديات الشتات الفلسطيني في ضوء الخطاب ما بعد الكولونيالي، رواية غريب النهر لجمال ناجي"، مجلة مشارف، شتاء 2016، ص 46.

[12] ينظر: أبو شهاب، في الممر الأخير، ص 230.

[13] ينظر: إشراق سامي عبد النبي، "الهوية والسرد في رواية عرائس الصوف للكاتبة الكويتية ميس العثمان"، مجلة الخليج العربي، مج46، ع:3-4، 2018، ص 237.

[14] عبد الفتاح القلقيلي وأحمد أبو غوش، الهوية الوطنية الفلسطينية خصوصية التشكل والإطار الناظم، (بيت لحم، فلسطين: مركز بديل، ورقة عمل 13، نيسان 2012)، ص 14.

[15] ينظر: فحماوي، ص 50.

[16] أبو شهاب، في الممر الأخير، ص 232.

[17] فحماوي، ص 39.

[18] فحماوي، ص 124.

[19] فحماوي، ص 48.

[20] ينظر: أبو شهاب، سرديات الشتات ص54

[21] فحماوي، ص 86.

[22] ينظر: فحماوي، ص 87.

[23] فحماوي، ص 87.

[24] محمد بو عزة، "تمثيل الهوية الهجينة"، مجلة تبيّن، مج10، ع40، ربيع 2022، ص 48.

[25] ينظر: نفسه، ص 48.

[26] فحماوي، ص 188.

[27] أبو شهاب، سرديات الشتات، ص 51.

[28] هنري س. عَبّودي، معجم الحضارات السامية، ط2 (طرابلس، لبنان: جروس بريس، 1991)، ص 722.

[29] خزعل الماجدي، المعتقدات الكنعانية، ط1 (عمان: دار الشروق، 2001)، ص 15.

[30] ينظر: المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، ط4 (القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2004)، ص 1020.

[31] ينظر: نفسه، ص 448.

[32] ينظر: أبو شهاب، سرديات الشتات، ص 44.

[33] فحماوي، ص 17.

[34] فحماوي، ص 51،

[35] فحماوي، ص 85.

[36] فحماوي، ص 85.

[37] فحماوي، ص 293.

[38] فحماوي، ص 293.

[39] فحماوي، ص 125.

[40] فحماوي، ص 103،104.

= = =

المراجع

أبو شهاب، رامي. في الممر الأخير، سردية الشتات الفلسطيني، منظور ما بعد كولونيالي. ط1. بيروت، لبنان: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2017.

أبو شهاب، رامي. "سرديات الشتات الفلسطيني في ضوء الخطاب ما بعد الكولونيالي، رواية غريب النهر لجمال ناجي"، مجلة مشارف، شتاء 2016.

بن أحمد محمد أنور وبن علي أمير الحافظ. "خطاب ما بعد الاستعمار في الأدب"، الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا 2016.

بو عزة، محمد. "تمثيل الهوية الهجينة"، مجلة تبيّن، مج10، ع40، ربيع 2022.

عبد النبي، إشراق سامي. "الهوية والسرد في رواية عرائس الصوف للكاتبة الكويتية ميس العثمان"، مجلة الخليج العربي، مج46، ع:3-4، 2018.

عَبّودي، هنري س. معجم الحضارات السامية. ط2، طرابلس، لبنان: جروس بريس، 1991.

قاسم، سيزا. بناء الرواية، دراسة مقارنة في ثلاثية نجيب محفوظ. مصر: مهرجان القراءة للجميع، مكتبة الأسرة، 2004.

القلقيلي، عبد الفتاح وأبو غوش، أحمد. "الهوية الوطنية الفلسطينية خصوصية التشكل والإطار الناظم". ورقة عمل 13، بيت لحم، فلسطين: مركز بديل، نيسان 2012.

الماجدي، خزعل. المعتقدات الكنعانية. ط1.عمّان، الأردن: دار الشروق، 2001.

مجمع اللغة العربية. المعجم الوسيط. ط4. القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 2004.

هايتنج، هايك. "الهجرة والشتات والمنفى في الرواية"، ضمن كتاب نظرية ما بعد الاستعمار والرواية، دراسات ومقالات، ماكلويد، جون وآخرون، ترجمة: أشرف إبراهيم محمد زيدان، تقديم ومراجعة: جمال الجزيري، ط1. القاهرة: مؤسسة بيان للترجمة والنشر والتوزيع، 2020.

= = =

JPEG - 22.4 كيليبايت
غلاف رواية الإسكندرية 2050
D 1 أيلول (سبتمبر) 2022     A نجود الربيعي     C 0 تعليقات