عدلي الهواري
كلمة العدد 42: عن دور المحرر الثقافي
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
ينطوي دور المحرر الثقافي (والمحررة الثقافية) بحكم المنصب الوظيفي على واجبات صحفية من قبيل اختيار الأخبار، ومراجعة النصوص وتنقيحها، وإجراء الاتصالات للاستيضاح أو لإجراء مقابلة للنشر، أو تكليف هذه أو ذاك بكتابة موضوع ما.
وفي ممارسة دور المحرر الثقافي، لا يختلف الجانب الصحفي كثيرا عن دور المحرر السياسي أو الاقتصادي أو غيرهما، إلا في اختلاف مجال الاختصاص. وعندما يقوم المحرر الثقافي بتلك الواجبات، يفترض أن يقوم بالدور بمهنية وحيادية، ولا يكون اختيار المواد للنشر على أساس الذوق الشخصي.
والواجبات الصحفية التي يمليها المنصب لا يبطلها كون المحرر الثقافي شاعرا أو روائيا أو ناقدا، فهذا شأن آخر، فقد يكون شاعرا مجيدا، أو روائيا مشهورا، ولكنه إن لم يؤد واجباته كمحرر ثقافي على أكمل وجه، يكون عندئذ محررا مقصرا، خاصة في حق القراء والقارئات.
التفاعل مع الجمهور جزء لا يتجزأ من ممارسة العمل الإعلامي، فهذا الجمهور تريد أن تصل إليه المؤسسة الإعلامية، لكي تؤثر فيه سلبا أو إيجابا، لتغني ثقافته، وترفع من وعيه، أو لتجعله يشتري الصحيفة، أو ليشتري أحد المنتجات التي يعلن عنها، إلى آخره. ولذا لا يجوز للمحرر الثقافي أن يتجاهل الرسائل والاستفسارات والأخبار، وأن يجعل ذوقه، أو مكانته الكبيرة في عينيه، مصدر قراراته التحريرية/الصحفية.
وإذا أصر المحرر الثقافي على الخلط بين الدورين، المحرر والناقد أو الشاعر أو الروائي، فعندئذ يحق للجمهور أن يتجاهل مؤلفاته القديمة وأن يمتنع عن شراء نسخة من إصداراته الجديدة.
مع أطيب التحيات
عدلي الهواري
◄ عدلي الهواري
▼ موضوعاتي
- ● كلمة العدد الفصلي 36: هل يفسد الذكاء الصناعي التعليم العالي؟
- ● كلمة العدد الفصلي 35: التاريخ يكرر نفسه
- ● كلمة العدد الفصلي 34: أعذار التهرب من المسؤوليات السياسية والأخلاقية
- ● كلمة العدد الفصلي 33: تنوير أم تمويه؟
- ● كلمة العدد الفصلي 32: حكّم/ي عقلك وأصدر/ي حكمك
- ● كلمة العدد الفصلي 31: قيم لا قيمة لها
- ● كلمة العدد الفصلي 30: النقد والمجاملات
- [...]